كيف نحمي الدين.

يضن الناس ان العلماء هم الذين تعلموا في الأزهر والذين يلبسون العمائم،والذين يتعاطون صناعة الدعوة،ولكن كل من علم حكما من أحكام الله فهو عالم به،ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فوعاها وأداها إلى من لم يسمعها ،فرب مبلغ أوعى من سامع) فما دمت قد علمت حكما من أحكام الله فقد أصبحت عالما ،وهنا يجب أن نلتفت لفتة،هذه اللفتة أن نحمل أمانة الإسلام كعلم ونحيا الإسلام كتطبيق،وهذا هو ما نسميه تحقيق الإسلام وتطبيق الإسلام ، فهب أننا منينا بقوم أبعدونا عن تطبيق الإسلام كمنهج سلوكي للبشر فماذا يكون موقفنا؟ موقفنا على الأقل أن نكون أمة تحقيق الإسلام ،أي نحمل الإسلام كعلم إلى أن يأذن الله لخلقه برجل يحمل مبادرة سماوية فنطبق العلم والتحقيق الموجود،أما أننا مادام لم نحقق الإسلام نترك الإسلام ،فهذا غير سليم ولنبق هذه الشمعة المضيئة ونحافظ عليها حتى لا تنطفئ لعل رجلا يأتي فيأخذ من هذه الشمعة قبسا يعمل منه حريقا ،ومن هنا فأمة مصر ان لم تكن قد حققت الإسلام منهجا وسلوكا فهي مطالبة بنعمة الله عليها بالأزهر أن تحفظ الإسلام وتحافظ عليه تحقيقا حتى تحفظ دين الله للدنيا، حتى بأذن الله لمن شاء أن يجري الخير على يديه ليطبق منهج الله، إياكم أن تقولوا وما غناؤنا بعلم الإسلام، فلنجعل الإسلام محققا وإن لم يكن مطبقا وبعد ذلك طبق الإسلام فيما ولايتك فيه على نفسك وقد قلت قديما أنه لو أن كل واحد منا طبق الإسلام فيما ولايته فيه على نفسه لسقط الحاكمون بغير الإسلام وحدهم ،ولوأن الأحكام يعلمون أن الناس يحبون منهج الله بأنهم يرونهم يطبقونه في نفوسهم لتقربوا إلى شعوبهم بتطبيق منهج الله ،لان الحكام دائما يحاولون إرضاء الشعوب ،فمهمتنا في مصر شيئان:نسعى ونلح ونجاهد في أن نطبق الإسلام ونصفيه علما يجلي عقيدة الإسلام تجلية صافية تبين حقيقة القرآن،وبأن الله ضمر في القرآن كنوزا سيفض الزمن أسرارها حين يأتي ميلادها ويتحقق أن ذلك ليس من كلام البشر ، لأنه تعرض لأشياع لم تخطر أيام نزل القرآن على قلوب البشر ،فعلمنا الآن يجب أن نعدله :نجلي الإسلام عقيدة ونجلي الإسلام عبادة، ونجلي الإسلام تعاملا.
وأخيرا آسأل الله لي ولكم ولكافة المسلمين الخير والعافية.وآخر دعوانا الحمد الله ربي العالمين.

اللهم انصر الدين جزاك الله خيرا